بدء فعاليات مؤتمر الرياض من أجل إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية
بدأت اليوم, فعاليات مؤتمر الرياض بعنوان "من أجل إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية", الذي يستمر على مدى ثلاثة أيام، وذلك بقصر المؤتمرات للضيافة بالرياض, بحضور فخامة رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي, ودولة نائب رئيس الجمهورية اليمنية رئيس مجلس الوزراء الدكتور خالد محفوظ بحاح، ومعالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، ونائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي، ومبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، وعدد من الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع اليمني والشباب ومشائخ القبائل والشخصيات الاجتماعية.
وعقب النشيد الوطني، بدىء الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى أكد رئيس الهيئة الاستشارية للمؤتمر عبد العزيز الجباري كلمة أعرب في مستهلها عن تمنياته للمؤتمر بالتوفيق والنجاح والخروج بالمواقف والأهداف الوطنية النبيلة التي رسمت له في هذه المرحلة الدقيقة من نضال الشعب اليمني ضد تحالف (الحوثي - وبقايا النظام السابق ) الانقلابي على الشرعية الدستورية وعلى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
وبين أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي للتاكيد على دعم الشرعية ورفض الانقلاب والتمسك بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطنى .
وقدم باسم الحكومة والشعب اليمني الشكر الجزيل والتقدير الوافر للأشقاء في المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - على استضافت المؤتمر وتقديم كامل الرعاية وتوفير كل امكانيات نجاحه،موصلًا الشكر للأشقاء في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأمانة العامة للمجلس على كل التسهيلات والدعم والمساندة التي سهلت انعقاد هذا المؤتمر .
وقال رئيس الهيئة الاستشارية : " إن انعقاد مؤتمر الرياض جاء تلبية لدعوة من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وبطلب منه لأخيه لخادم الحرميين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وأشقائه قادة دول مجلس التعاون الذين تجاوبوا ووافقوا على عقد هذا المؤتمر تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي صاحب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي أخرجت اليمن بسلام خلال أحداث ثورة 2011م الشبابية الشعبية السلمية وجنبته الحرب الاهلية .. وقد جاء طلب فخامة الاخ الرئيس أثناء إقامته في مدينة عدن الباسلة بعد افلاته من حصار المليشيات الانقلابية في صنعاء وذلك بغرض أن يستكمل الاشقاء في مجلس التعاون جهودهم المباركة لانقاذ اليمن بعد أن أوصلها الانقلابيون إلى طريق مسدود منذ شروعهم في مسيرتهم المسلحة حتى اقتحامهم صنعاء في 21 سبتمبر الماضي وإنتهاء بشنهم حربًا مفتوحه على سائر المحافظات اليمنية وفي مقدمتها مدينة عدن الباسلة التي صمدت ولازالت صامدة أمام الهمجية والقتل المفتوح الذي يماسونه ضد الأبرياء وسكانها المدنيين المسالمين" .
وأوضح الجباري، أن الهيئة الاستشارية للمؤتمر عقدت اجتماعات متواصلة منذ النصف الأخير من شهر مارس الماضي لتدارس أوضاع اليمن والتحضير لمؤتمر الرياض بصورة دقيقة تهدف إلى جعل المؤتمر محطة فاصلة في تاريخ اليمن المعاصر وتجعل منه نقطة انطلاق جديدة ليس
فقط لاسقاط الانقلاب واستعادة الشرعية بل لوضع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني قيد التنفيذ والتوجه نحو بناء الدولة اليمنية الاتحادية المعاصرة، مشيرًا إلى أن القرار الدولي 2216 جاء داعمًا ومساندًا لعقد مؤتمر الرياض الذي ستعد مقرراته وإعلانه مع القرار 2216 سقفًا لأي مفاوضات قادمة تتم برعاية دولية.
وأكد ثقة الشعب اليمني بدعم المجتمع الدولي في ظروفه الحالية وفي مقدمته الأمم المتحدة وأمينها العام ومبعوثه ،وأن أي حلول سياسية في اليمن يجب أن تنطلق من التنفيذ الكامل والفوري لقرار مجلس الأمن 2216 وليس التفاوض حوله كما يريد الانقلابيون .
وقال :" هذا ما يجب أن يدركه العالم كله .. أن تنفيذ القرار 2216 دون قيد أو تلكؤ هى الخطوه الأولى والصحيحة باتجاه عوده الاستقرار إلى اليمن وعودة الشرعية لممارسة مهامها الدستورية وماعدا ذلك فهو ليس أكثر من اضاعة للوقت وإغراق اليمن في مزيد من الصراع الدموي.
وأضاف :" من هذا المقام ندعو أطراف الحرب على الشرعية أن يعودو إلى رشدهم وما زال فى الامكان إنقاذ اليمن فلا أنتم حققتم ماتريدونه ولا أنتم قادرون على ذلك وقد عانى شعبنا اليمني تحت وطأة استيلائكم على الحكم بقوة السلاح معاناة لم يسبق أن عانى مثلها طوال العقود السابقة حتى أصبحت الأوضاع الإنسانية على شفا كارثة حقيقية مع اختفاء كل مظاهر الحياة ومتطلبات استمرارها ... فالعالم لن يعترف بكم ولن يتناقض مع نفسه ولن يقبل أن تسيروا باليمن في اتجاه غير ماتوافق عليه أبناؤه في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي كنتم جزء منه للأسف وأنقلبتم عليه".
ودعا رئيس الهيئة الاستشارية للمؤتمر ابناء اليمن، إلى جعل مؤتمر الرياض مؤتمرا تاريخيا توافقيًا تصالحيًا يبرز للعالم من خلاله الوجه المشرق للشعب اليمني الذي ينشد السلام والأمن والاستقرار ويرغب أن يعيش حياة كريمة هادئة يسودها العدل والحرية والرخاء .
وقال " العالم كله معنا في هذه القاعة فليكن مؤتمرنا هذا نقطة اشعاع ومحطة انطلاق لبناء يمن المستقبل اليمن الاتحادي العادل الذي سيجد فيه
كل أبناء الشعب اليمني حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبحياة سعيدة طالما كانوا ينشدونها.
وجدد رئيس الهيئة الجباري، في ختام كلمته، الثقة في أن مؤتمر الرياض سيكلل بالنجاح وسيخرج بالنتائج المرجوة منه في دعم مسيرة السلام والحوار القائمة على أساس الشرعية الدستورية والتوافق باتجاه استكمال تنفيذ ما تبقى من مهام الفترة الانتقالية وفقًا للمبادرة الخليجية المدعومة من المجتمع الدولي .
وقال :" نحن على ثقة أننا سنلتقي قريبًا في اليمن وسنواصل مسيرة بنائه واعماره وتنفيذ مخرجات حواره الوطني ".
عقب ذلك ألقى معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني كلمة، حيا فيها الشعب اليمني على إصراره على تغليب الحكمة واختيار الحوار طريقًا لتحقيق الأهداف والغايات التى يتطلع إليها .
ونقل الزياني تحيات وتقدير أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون، وأصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية جميعا وتمنياتهم للمؤتمر بالنجاح والتوفيق وتأكيدهم الدائم والمتواصل بالوقوف مع الجمهورية اليمنية ومساندتها للخروج من المحنة التى قادتها إليها قوى الشر التى لاتريد الخير لليمن وشعبه.
وأعرب عن تقديره لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لمبادرته الحكيمة بالدعوة إلى عقد هذا المؤتمر في الرياض تحت مظلة الأمانة العامة لمجلس التعاون وبمشاركة مختلف الأطراف السياسية اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن اليمن واستقراره .
وقال :" لقد حدد فخامة الرئيس غايات هذا المؤتمر في مجموعة من الأهداف وهي المحافظة على أمن اليمن واستقراره وفي إطار التمسك بالشرعية ورفض الانقلاب عليها وعدم التعامل مع ما يسمى بالإعلان الدستوري ورفض شرعنته وإعادة الأسلحة والمعدات العسكرية التى تم الاستيلاء عليها إلى الدولة وعودة الدولة لبسط سلطتها على مجمل الأراضي اليمنية والخروج باليمن من المآزق إلى بر الأمان بما يكفل عودة الأمور إلى نصابها واستئناف العملية السياسية وفقًا للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وأن لا تصبح اليمن مقرًا للمنظمات الارهابية والتنظيمات المتطرفة ومرتعا لها ".
وأكد أن انعقاد هذا المؤتمر التاريخي في مدينة الرياض دليل واضح على المساندة المتواصلة التى تقدمها دول مجلس التعاون لليمن منذ بداية الأزمة في فبراير 2011 وحتى هذه اللحظة والدعم المستمر الذى قدمته ومازالت حتى ينطلق اليمن لتحقيق أمنه واستقراره وينعم بالنماء والازدهار ابتداءً من إعداد وتبني المبادرة الخليجية وحشد تأييد المجتمع الدولي لدعم العملية السياسية السلمية وتنظيم مؤتمرات أصدقاء اليمن لدعم الاقتصادي والمسيرة التنموية .
وأضاف ": كان المجتمع الدولي يتابع العملية السياسية في اليمن باهتمام وإعجاب ووقف داعمًا لنتائجها ومخرجاتها إلا ان انقلاب القوى المناوئة للشرعية عطل العملية السلمية الانتقالية وأخذ الحل السياسي إلى منحى آخر عنوانه القتل والدمار والخراب وجاءت عاصفة الحزم استجابة لطلب فخامة الرئيس وردًا حاسمًا على اطماع القوى المناوئة للشرعية ومن يساندها من الخارج ، قائلا: لقد اختارت قوى الشر أن تعبث بأمن اليمن واستقراره وتتخذ اليمن منطلقًا لتهديد أشقائها من دول مجلس التعاون وعلى الأخص المملكة العربية السعودية ولقد حقق التحالف العربي الاسلامي بقيادة المملكة العربية السعودية انجازا كبيرا بحمد الله فأوقف زحف تلك القوى لاحتلال المحافظات اليمنية كافة ودمر ترسانتهم العسكرية بما تحتوي عليه من صواريخ باليستيه وجهت لأقرب جيران اليمن المملكة العربية السعودية واحكمت التحالف الطوق برًا وبحرًا وجوًا لمنع تزويدهم بأسلحة جديدة".
وأضاف الدكتور الزياني :" ثم جاءت عملية إعادة الأمل من أجل إحياء أمل الشعب اليمني وتقديم العون والدعم له في هذه الظروف القاسية التى فرضتها عليه القوى المناوئة للشرعية وتمثلت في المبادرة الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لتقديم مبلغ 274 مليون دولار استجابة لدعوة الأمم المتحدة لتوفير مساعدات الإغاثة الإنسانية وارسلت دول مجلس التعاون والمنظمات الدولية قوافل الإغاثة إلى اليمن كما بادرت المملكة بافتتاح مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية والأعمال الخيرية برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله - الذى أعلن عن تخصيص مليار ريال إضافية لتمويل احتياجات المركز كما أعلنت قيادة التحالف العربي الإسلامي عن هدنة إنسانية لمدة خمسة أيام من أجل تسهيل إيصال مساعدات الإغاثة الإنسانية للشعب اليمني .
وأكد معالي الأمين العام لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، عزم وتصميم دول المجلس على مواصلة جهودها لاستكمال ما تم إنجازه من خطوات جادة نحو تعزيز التكامل والشراكة بين منظومة مجلس التعاون واليمن ودعم جهود التنمية فيها واستكمال العملية السياسية وفق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة مع متابعة التنفيذ الدقيق والكامل لقرار المجلس رقم 2216 الذى برهن صدوره على وحدة موقف المجتمع الدولي ودعمه لأمن واستقرار اليمن واثبت نجاح الدبلوماسية الخليجية والعربية في تحقيق اجماع دولي نصرة لليمن وشعبه العزيز .
وقدم الدكتور الزياني،التهنئة لمبعوث الأمين العام للامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ أحمد، متمنيًا له التوفيق والنجاح في مهمته، ومؤكدًا له دعم مجلس التعاون ومساندته لجهوده النبيلة مستذكرًا ببالغ التقدير ما بذله "جمال بنعمر" من جهود مشهودة خلال السنوات الأربع الماضية .
وقال :" إن هذا المؤتمر التاريخي فرصة سانحة لأبناء اليمن لترسموا مستقبل يمن سعيد وآمن ولتبرهنوا للعالم أنكم أهل الحكمة ودعاة السلام، تحملتم المسؤولية التاريخية بكل عزة وإباء ولبيتم نداء الواجب الوطني، ودعوة فخامة الرئيس حبًا في اليمن وحرصًا على أمنه واستقراره وسيادته وسعيًا لتحقيق تطلعات ابنائه في وطن مستقل حر وعزيز وحياة آمنة ومستقرة وعيش كريم .
وأبدى تطلعه أن تكون نتائج هذا المؤتمر انطلاقة إلى الحل السياسي المنشود وتؤدي إلى مصالحة شاملة مبنية على القيم الأصلية التى يؤمن بها الشعب اليمني ونتائج تجمع ولا تفرق، توحد ولا تشتت وتحقق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذى كان نموذجًا مشرفًا للعمل السياسي السلمي وضرب به اليمن مثالًا رائعًا أمام المجتمع الدولي .
وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عن الشكر والتقدير لحكومة المملكة العربية السعودية برئاسة خادم الحرمين الشريفين على استضافتها الكريمة لأعمال المؤتمر وما قدمته من تسهيلات ودعم وعناية كان لها أبرز الاثر في تنظيم المؤتمر ، ولسفراء دول الـ 14 على الدعم الذى قدمته دول المجموعة لجهود دول مجلس التعاون لمتابعة تنيفذ المبادرة الخليجية ومساندة العملية السياسية بصورة متواصلة ومؤازرة جهود التنمية الاقتصادية من خلال مجموعة أصدقاء اليمن.
بعد ذلك ألقى فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية كلمة استهلها بقوله تعالى : (( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا )) .
وأكد فخامته أن هذا المؤتمر المهم والاستثنائي يأتي في ظل ظروف بالغة التعقيد والخطورة وفي ظل تحديات وصعوبات كبيرة تواجه شعبنا بعد أحداث مآساوية تعرض لها جراء الانقلاب الوحشي الهمجي لميليشيات الحوثي وصالح، الذى حصل في الـ 21من سبتمبر الماضي وما بعدها، وما نتج عنه من احتلال للعاصمة صنعاء وقصف للقصر الرئاسي في عدن ومحاولة اغتيال رئيس الجمهورية مرات عديدة، والسيطرة بقوة السلاح على مؤسسات الدولة المختلفة، ونهب معسكرات الدولة ولم تكتفي قوى الانقلاب بذلك بل راحت تعلن الحرب والتعبئة العامة على شعبنا اليمني العظيم في عدد من المحافظات والمدن، واجتاحت تلك الميليشيات الجنوب وحاضرته الأبرز مدينة عدن، وعاثت مسيرتهم الشيطانية خراباً وتدميراً في كل مدن وقرى يمننا الحبيب وبوحشية لا مثيل لها ولهذا.
وأوضح فخامته أن انطلاق مؤتمر الرياض في هذه اللحظة التاريخية تحت عنوان " إنقاذ اليمن وبناء الدول الاتحادية "يكتسب أهمية استثنائية كبيرة بوصفه المحطة السياسية الأبرز بعد الانقلاب وتقع علينا جميعاً مسؤولية تاريخية فارقة نظراً للوضع الاستثنائي الذى يمر به الشعب اليمني العزيز، مؤكدًا أن المؤتمر هو مؤتمر لأبناء الشعب اليمني بمختلف مكوناته وأطيافه السياسية والاجتماعية ولا يمكن مطلقاً أن يتم استثناء أي طرف طالما كان أمن واستقرار اليمن هدفه وبناء الدولة المدنية الاتحادية غايته دون استعلاء أو أدعاء او استقواء .
ووجه فخامة الرئيس اليمني رسالة إلى الشعب اليمني قائلًا :" شعبنا اليمني العظيم الصابر والمناضل الذي تحمل أعباء الحرب وتعنت وصلف الميليشيات وحصارها الظالم ، تلك الميليشيات التي صادرت حقه في الحياة الكريمة مثل بقية شعوب العالم ، فاحتلت المدن والمؤسسات وقتلت المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ وضربت بالمدفعية الثقيلة التجمعات السكنية الآمنة واستأثرت بمقدرت الدولة، ولم يسلم منها حتى النفط والغاز ، بالإضافة لكل أسباب الحياة الاخرى ، مستخدمة إياها كوسيلة قذرة ، لإذلال أبناء شعبنا ، ولاشك لدينا بأن شعباً يعيش كل هذه الظروف الصعبة بصبر وثبات وإيمان لهو شعب عظيم ومنتصر بإذن الله فبطولاته النادرة ومقاومته الاسطورية في وجه تلك المليشيات وحلفائها وأعوانها سيخلدها التاريخ بأحرف من نور.
يؤلمنا كقيادة لهذا البلد أن نرى وطننا تحت حصار المليشيات الانقلابية، يؤلمنا قلق الأطفال وأنين الكبار وأسئلة الشباب عن المستقبل، تؤلمنا مشاهد النزوح الجماعي من مدن حولتها المليشيات إلى أشباح، يؤلمنا أن نرى مدن كانت حواضر للعلم والثقافة والمدنية والحياة والتسامح؛ فحولتها تلك القوى المتوحشة والظلامية إلى مدن أشباح بعد أن قصفتها وهجرت أهلها، تؤلمنا طوابير المواطنين بحثاً عن فرص الحياة في ظل عصابات الموت، تؤلمنا مشاهدة أبناء شعبنا وهم إما عالقين في المطارات والعواصم أو نازحين في المخيمات .
غير أننا نعدكم برغم كل ذلك بأن الفرج سيكون قريباً بإذن الله، وأن مصير الهمجية لم يكون يوماً غير مزبلة التاريخ، ستنتصر بلادنا، وسيعود وطننا بهياً شامخاً عالياً، ستنتصر مدنية عدن وثقافة تعز وبسالة الضالع وحضارة مآرب وتاريخ صنعاء، ننحني إجلالاً لهذا الشعب العظيم ولمقاومته البطلة، لشبابه الأطهار الأخيار، لرجال المقاومة العظماء، ولكل الرافضين لتمدد المليشيات ومصادرة الدولة تحية لكم جميعاً ونؤكد لكم بأننا معكم وبكم بعون الله سننتصر .
وأقول لأبناء الجنوب الأحرار ثقوا دائماً بأننا لن نسمح مطلقاً بالالتفاف أو الانتقاص من عدالة القضية الجنوبية ومحوريتها، وأكرر ما قلته سابقاً في خطابي السابق لأبطال المقاومة في عدن وتعز والضالع ومأرب وأبين وشبوه والبيضاء وفي كل قرانا ومدننا الثائرة : لله دركم أيها الأبطال الشجعان، وصبر جميل فلا ولن تذهب تضحياتكم هدراً .
وعقب النشيد الوطني، بدىء الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى أكد رئيس الهيئة الاستشارية للمؤتمر عبد العزيز الجباري كلمة أعرب في مستهلها عن تمنياته للمؤتمر بالتوفيق والنجاح والخروج بالمواقف والأهداف الوطنية النبيلة التي رسمت له في هذه المرحلة الدقيقة من نضال الشعب اليمني ضد تحالف (الحوثي - وبقايا النظام السابق ) الانقلابي على الشرعية الدستورية وعلى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
وبين أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي للتاكيد على دعم الشرعية ورفض الانقلاب والتمسك بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطنى .
وقدم باسم الحكومة والشعب اليمني الشكر الجزيل والتقدير الوافر للأشقاء في المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - على استضافت المؤتمر وتقديم كامل الرعاية وتوفير كل امكانيات نجاحه،موصلًا الشكر للأشقاء في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأمانة العامة للمجلس على كل التسهيلات والدعم والمساندة التي سهلت انعقاد هذا المؤتمر .
وقال رئيس الهيئة الاستشارية : " إن انعقاد مؤتمر الرياض جاء تلبية لدعوة من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وبطلب منه لأخيه لخادم الحرميين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وأشقائه قادة دول مجلس التعاون الذين تجاوبوا ووافقوا على عقد هذا المؤتمر تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي صاحب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي أخرجت اليمن بسلام خلال أحداث ثورة 2011م الشبابية الشعبية السلمية وجنبته الحرب الاهلية .. وقد جاء طلب فخامة الاخ الرئيس أثناء إقامته في مدينة عدن الباسلة بعد افلاته من حصار المليشيات الانقلابية في صنعاء وذلك بغرض أن يستكمل الاشقاء في مجلس التعاون جهودهم المباركة لانقاذ اليمن بعد أن أوصلها الانقلابيون إلى طريق مسدود منذ شروعهم في مسيرتهم المسلحة حتى اقتحامهم صنعاء في 21 سبتمبر الماضي وإنتهاء بشنهم حربًا مفتوحه على سائر المحافظات اليمنية وفي مقدمتها مدينة عدن الباسلة التي صمدت ولازالت صامدة أمام الهمجية والقتل المفتوح الذي يماسونه ضد الأبرياء وسكانها المدنيين المسالمين" .
وأوضح الجباري، أن الهيئة الاستشارية للمؤتمر عقدت اجتماعات متواصلة منذ النصف الأخير من شهر مارس الماضي لتدارس أوضاع اليمن والتحضير لمؤتمر الرياض بصورة دقيقة تهدف إلى جعل المؤتمر محطة فاصلة في تاريخ اليمن المعاصر وتجعل منه نقطة انطلاق جديدة ليس
فقط لاسقاط الانقلاب واستعادة الشرعية بل لوضع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني قيد التنفيذ والتوجه نحو بناء الدولة اليمنية الاتحادية المعاصرة، مشيرًا إلى أن القرار الدولي 2216 جاء داعمًا ومساندًا لعقد مؤتمر الرياض الذي ستعد مقرراته وإعلانه مع القرار 2216 سقفًا لأي مفاوضات قادمة تتم برعاية دولية.
وأكد ثقة الشعب اليمني بدعم المجتمع الدولي في ظروفه الحالية وفي مقدمته الأمم المتحدة وأمينها العام ومبعوثه ،وأن أي حلول سياسية في اليمن يجب أن تنطلق من التنفيذ الكامل والفوري لقرار مجلس الأمن 2216 وليس التفاوض حوله كما يريد الانقلابيون .
وقال :" هذا ما يجب أن يدركه العالم كله .. أن تنفيذ القرار 2216 دون قيد أو تلكؤ هى الخطوه الأولى والصحيحة باتجاه عوده الاستقرار إلى اليمن وعودة الشرعية لممارسة مهامها الدستورية وماعدا ذلك فهو ليس أكثر من اضاعة للوقت وإغراق اليمن في مزيد من الصراع الدموي.
وأضاف :" من هذا المقام ندعو أطراف الحرب على الشرعية أن يعودو إلى رشدهم وما زال فى الامكان إنقاذ اليمن فلا أنتم حققتم ماتريدونه ولا أنتم قادرون على ذلك وقد عانى شعبنا اليمني تحت وطأة استيلائكم على الحكم بقوة السلاح معاناة لم يسبق أن عانى مثلها طوال العقود السابقة حتى أصبحت الأوضاع الإنسانية على شفا كارثة حقيقية مع اختفاء كل مظاهر الحياة ومتطلبات استمرارها ... فالعالم لن يعترف بكم ولن يتناقض مع نفسه ولن يقبل أن تسيروا باليمن في اتجاه غير ماتوافق عليه أبناؤه في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي كنتم جزء منه للأسف وأنقلبتم عليه".
ودعا رئيس الهيئة الاستشارية للمؤتمر ابناء اليمن، إلى جعل مؤتمر الرياض مؤتمرا تاريخيا توافقيًا تصالحيًا يبرز للعالم من خلاله الوجه المشرق للشعب اليمني الذي ينشد السلام والأمن والاستقرار ويرغب أن يعيش حياة كريمة هادئة يسودها العدل والحرية والرخاء .
وقال " العالم كله معنا في هذه القاعة فليكن مؤتمرنا هذا نقطة اشعاع ومحطة انطلاق لبناء يمن المستقبل اليمن الاتحادي العادل الذي سيجد فيه
كل أبناء الشعب اليمني حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبحياة سعيدة طالما كانوا ينشدونها.
وجدد رئيس الهيئة الجباري، في ختام كلمته، الثقة في أن مؤتمر الرياض سيكلل بالنجاح وسيخرج بالنتائج المرجوة منه في دعم مسيرة السلام والحوار القائمة على أساس الشرعية الدستورية والتوافق باتجاه استكمال تنفيذ ما تبقى من مهام الفترة الانتقالية وفقًا للمبادرة الخليجية المدعومة من المجتمع الدولي .
وقال :" نحن على ثقة أننا سنلتقي قريبًا في اليمن وسنواصل مسيرة بنائه واعماره وتنفيذ مخرجات حواره الوطني ".
عقب ذلك ألقى معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني كلمة، حيا فيها الشعب اليمني على إصراره على تغليب الحكمة واختيار الحوار طريقًا لتحقيق الأهداف والغايات التى يتطلع إليها .
ونقل الزياني تحيات وتقدير أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون، وأصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية جميعا وتمنياتهم للمؤتمر بالنجاح والتوفيق وتأكيدهم الدائم والمتواصل بالوقوف مع الجمهورية اليمنية ومساندتها للخروج من المحنة التى قادتها إليها قوى الشر التى لاتريد الخير لليمن وشعبه.
وأعرب عن تقديره لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لمبادرته الحكيمة بالدعوة إلى عقد هذا المؤتمر في الرياض تحت مظلة الأمانة العامة لمجلس التعاون وبمشاركة مختلف الأطراف السياسية اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن اليمن واستقراره .
وقال :" لقد حدد فخامة الرئيس غايات هذا المؤتمر في مجموعة من الأهداف وهي المحافظة على أمن اليمن واستقراره وفي إطار التمسك بالشرعية ورفض الانقلاب عليها وعدم التعامل مع ما يسمى بالإعلان الدستوري ورفض شرعنته وإعادة الأسلحة والمعدات العسكرية التى تم الاستيلاء عليها إلى الدولة وعودة الدولة لبسط سلطتها على مجمل الأراضي اليمنية والخروج باليمن من المآزق إلى بر الأمان بما يكفل عودة الأمور إلى نصابها واستئناف العملية السياسية وفقًا للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وأن لا تصبح اليمن مقرًا للمنظمات الارهابية والتنظيمات المتطرفة ومرتعا لها ".
وأكد أن انعقاد هذا المؤتمر التاريخي في مدينة الرياض دليل واضح على المساندة المتواصلة التى تقدمها دول مجلس التعاون لليمن منذ بداية الأزمة في فبراير 2011 وحتى هذه اللحظة والدعم المستمر الذى قدمته ومازالت حتى ينطلق اليمن لتحقيق أمنه واستقراره وينعم بالنماء والازدهار ابتداءً من إعداد وتبني المبادرة الخليجية وحشد تأييد المجتمع الدولي لدعم العملية السياسية السلمية وتنظيم مؤتمرات أصدقاء اليمن لدعم الاقتصادي والمسيرة التنموية .
وأضاف ": كان المجتمع الدولي يتابع العملية السياسية في اليمن باهتمام وإعجاب ووقف داعمًا لنتائجها ومخرجاتها إلا ان انقلاب القوى المناوئة للشرعية عطل العملية السلمية الانتقالية وأخذ الحل السياسي إلى منحى آخر عنوانه القتل والدمار والخراب وجاءت عاصفة الحزم استجابة لطلب فخامة الرئيس وردًا حاسمًا على اطماع القوى المناوئة للشرعية ومن يساندها من الخارج ، قائلا: لقد اختارت قوى الشر أن تعبث بأمن اليمن واستقراره وتتخذ اليمن منطلقًا لتهديد أشقائها من دول مجلس التعاون وعلى الأخص المملكة العربية السعودية ولقد حقق التحالف العربي الاسلامي بقيادة المملكة العربية السعودية انجازا كبيرا بحمد الله فأوقف زحف تلك القوى لاحتلال المحافظات اليمنية كافة ودمر ترسانتهم العسكرية بما تحتوي عليه من صواريخ باليستيه وجهت لأقرب جيران اليمن المملكة العربية السعودية واحكمت التحالف الطوق برًا وبحرًا وجوًا لمنع تزويدهم بأسلحة جديدة".
وأضاف الدكتور الزياني :" ثم جاءت عملية إعادة الأمل من أجل إحياء أمل الشعب اليمني وتقديم العون والدعم له في هذه الظروف القاسية التى فرضتها عليه القوى المناوئة للشرعية وتمثلت في المبادرة الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لتقديم مبلغ 274 مليون دولار استجابة لدعوة الأمم المتحدة لتوفير مساعدات الإغاثة الإنسانية وارسلت دول مجلس التعاون والمنظمات الدولية قوافل الإغاثة إلى اليمن كما بادرت المملكة بافتتاح مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية والأعمال الخيرية برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله - الذى أعلن عن تخصيص مليار ريال إضافية لتمويل احتياجات المركز كما أعلنت قيادة التحالف العربي الإسلامي عن هدنة إنسانية لمدة خمسة أيام من أجل تسهيل إيصال مساعدات الإغاثة الإنسانية للشعب اليمني .
وأكد معالي الأمين العام لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، عزم وتصميم دول المجلس على مواصلة جهودها لاستكمال ما تم إنجازه من خطوات جادة نحو تعزيز التكامل والشراكة بين منظومة مجلس التعاون واليمن ودعم جهود التنمية فيها واستكمال العملية السياسية وفق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة مع متابعة التنفيذ الدقيق والكامل لقرار المجلس رقم 2216 الذى برهن صدوره على وحدة موقف المجتمع الدولي ودعمه لأمن واستقرار اليمن واثبت نجاح الدبلوماسية الخليجية والعربية في تحقيق اجماع دولي نصرة لليمن وشعبه العزيز .
وقدم الدكتور الزياني،التهنئة لمبعوث الأمين العام للامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ أحمد، متمنيًا له التوفيق والنجاح في مهمته، ومؤكدًا له دعم مجلس التعاون ومساندته لجهوده النبيلة مستذكرًا ببالغ التقدير ما بذله "جمال بنعمر" من جهود مشهودة خلال السنوات الأربع الماضية .
وقال :" إن هذا المؤتمر التاريخي فرصة سانحة لأبناء اليمن لترسموا مستقبل يمن سعيد وآمن ولتبرهنوا للعالم أنكم أهل الحكمة ودعاة السلام، تحملتم المسؤولية التاريخية بكل عزة وإباء ولبيتم نداء الواجب الوطني، ودعوة فخامة الرئيس حبًا في اليمن وحرصًا على أمنه واستقراره وسيادته وسعيًا لتحقيق تطلعات ابنائه في وطن مستقل حر وعزيز وحياة آمنة ومستقرة وعيش كريم .
وأبدى تطلعه أن تكون نتائج هذا المؤتمر انطلاقة إلى الحل السياسي المنشود وتؤدي إلى مصالحة شاملة مبنية على القيم الأصلية التى يؤمن بها الشعب اليمني ونتائج تجمع ولا تفرق، توحد ولا تشتت وتحقق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذى كان نموذجًا مشرفًا للعمل السياسي السلمي وضرب به اليمن مثالًا رائعًا أمام المجتمع الدولي .
وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عن الشكر والتقدير لحكومة المملكة العربية السعودية برئاسة خادم الحرمين الشريفين على استضافتها الكريمة لأعمال المؤتمر وما قدمته من تسهيلات ودعم وعناية كان لها أبرز الاثر في تنظيم المؤتمر ، ولسفراء دول الـ 14 على الدعم الذى قدمته دول المجموعة لجهود دول مجلس التعاون لمتابعة تنيفذ المبادرة الخليجية ومساندة العملية السياسية بصورة متواصلة ومؤازرة جهود التنمية الاقتصادية من خلال مجموعة أصدقاء اليمن.
بعد ذلك ألقى فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية كلمة استهلها بقوله تعالى : (( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا )) .
وأكد فخامته أن هذا المؤتمر المهم والاستثنائي يأتي في ظل ظروف بالغة التعقيد والخطورة وفي ظل تحديات وصعوبات كبيرة تواجه شعبنا بعد أحداث مآساوية تعرض لها جراء الانقلاب الوحشي الهمجي لميليشيات الحوثي وصالح، الذى حصل في الـ 21من سبتمبر الماضي وما بعدها، وما نتج عنه من احتلال للعاصمة صنعاء وقصف للقصر الرئاسي في عدن ومحاولة اغتيال رئيس الجمهورية مرات عديدة، والسيطرة بقوة السلاح على مؤسسات الدولة المختلفة، ونهب معسكرات الدولة ولم تكتفي قوى الانقلاب بذلك بل راحت تعلن الحرب والتعبئة العامة على شعبنا اليمني العظيم في عدد من المحافظات والمدن، واجتاحت تلك الميليشيات الجنوب وحاضرته الأبرز مدينة عدن، وعاثت مسيرتهم الشيطانية خراباً وتدميراً في كل مدن وقرى يمننا الحبيب وبوحشية لا مثيل لها ولهذا.
وأوضح فخامته أن انطلاق مؤتمر الرياض في هذه اللحظة التاريخية تحت عنوان " إنقاذ اليمن وبناء الدول الاتحادية "يكتسب أهمية استثنائية كبيرة بوصفه المحطة السياسية الأبرز بعد الانقلاب وتقع علينا جميعاً مسؤولية تاريخية فارقة نظراً للوضع الاستثنائي الذى يمر به الشعب اليمني العزيز، مؤكدًا أن المؤتمر هو مؤتمر لأبناء الشعب اليمني بمختلف مكوناته وأطيافه السياسية والاجتماعية ولا يمكن مطلقاً أن يتم استثناء أي طرف طالما كان أمن واستقرار اليمن هدفه وبناء الدولة المدنية الاتحادية غايته دون استعلاء أو أدعاء او استقواء .
ووجه فخامة الرئيس اليمني رسالة إلى الشعب اليمني قائلًا :" شعبنا اليمني العظيم الصابر والمناضل الذي تحمل أعباء الحرب وتعنت وصلف الميليشيات وحصارها الظالم ، تلك الميليشيات التي صادرت حقه في الحياة الكريمة مثل بقية شعوب العالم ، فاحتلت المدن والمؤسسات وقتلت المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ وضربت بالمدفعية الثقيلة التجمعات السكنية الآمنة واستأثرت بمقدرت الدولة، ولم يسلم منها حتى النفط والغاز ، بالإضافة لكل أسباب الحياة الاخرى ، مستخدمة إياها كوسيلة قذرة ، لإذلال أبناء شعبنا ، ولاشك لدينا بأن شعباً يعيش كل هذه الظروف الصعبة بصبر وثبات وإيمان لهو شعب عظيم ومنتصر بإذن الله فبطولاته النادرة ومقاومته الاسطورية في وجه تلك المليشيات وحلفائها وأعوانها سيخلدها التاريخ بأحرف من نور.
يؤلمنا كقيادة لهذا البلد أن نرى وطننا تحت حصار المليشيات الانقلابية، يؤلمنا قلق الأطفال وأنين الكبار وأسئلة الشباب عن المستقبل، تؤلمنا مشاهد النزوح الجماعي من مدن حولتها المليشيات إلى أشباح، يؤلمنا أن نرى مدن كانت حواضر للعلم والثقافة والمدنية والحياة والتسامح؛ فحولتها تلك القوى المتوحشة والظلامية إلى مدن أشباح بعد أن قصفتها وهجرت أهلها، تؤلمنا طوابير المواطنين بحثاً عن فرص الحياة في ظل عصابات الموت، تؤلمنا مشاهدة أبناء شعبنا وهم إما عالقين في المطارات والعواصم أو نازحين في المخيمات .
غير أننا نعدكم برغم كل ذلك بأن الفرج سيكون قريباً بإذن الله، وأن مصير الهمجية لم يكون يوماً غير مزبلة التاريخ، ستنتصر بلادنا، وسيعود وطننا بهياً شامخاً عالياً، ستنتصر مدنية عدن وثقافة تعز وبسالة الضالع وحضارة مآرب وتاريخ صنعاء، ننحني إجلالاً لهذا الشعب العظيم ولمقاومته البطلة، لشبابه الأطهار الأخيار، لرجال المقاومة العظماء، ولكل الرافضين لتمدد المليشيات ومصادرة الدولة تحية لكم جميعاً ونؤكد لكم بأننا معكم وبكم بعون الله سننتصر .
وأقول لأبناء الجنوب الأحرار ثقوا دائماً بأننا لن نسمح مطلقاً بالالتفاف أو الانتقاص من عدالة القضية الجنوبية ومحوريتها، وأكرر ما قلته سابقاً في خطابي السابق لأبطال المقاومة في عدن وتعز والضالع ومأرب وأبين وشبوه والبيضاء وفي كل قرانا ومدننا الثائرة : لله دركم أيها الأبطال الشجعان، وصبر جميل فلا ولن تذهب تضحياتكم هدراً .
بدء فعاليات مؤتمر الرياض من أجل إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية
Reviewed by hz1sa2010
on
6:53 ص
Rating:
ليست هناك تعليقات: